تقع بروناي دار السلام على جزيرة بورنيو بين ولاية ساراواك الماليزية وبحر الصين الجنوبي، وهي دولة صغيرة لكنها ثرية ذات تراث إسلامي وغابات مطيرة بكر وعظمة ملكية. رغم أنها غالباً ما تكون في ظل جيرانها، تقدم بروناي تجربة سفر فريدة: هادئة وآمنة وثقافية بعمق. هنا، ستجد مساجد رائعة وقرى على ركائز وغابات استوائية خضراء ولمحة عن الحياة اليومية لإحدى آخر الملكيات المطلقة في العالم.
أفضل مدن بروناي
بندر سري بكاوان (BSB)
بندر سري بكاوان (BSB)، عاصمة بروناي الهادئة، هي مدينة من القباب الذهبية والحياة النهرية والتقاليد الملكية. تتميز أفقها بمسجد السلطان عمر علي سيف الدين، أحد أجمل المساجد في جنوب شرق آسيا، بمآذنه الرخامية وصندلة احتفالية تطفو على البحيرة. لا يقل إثارة مسجد جامع عاصر حسن البلقية، أكبر مسجد في البلاد، المبني بـ 29 قبة تكريماً للسلطان التاسع والعشرين لبروناي. يقدم متحف الشارات الملكية نظرة ثاقبة على الملكية مع معروضات من العربات الملكية والتيجان والهدايا من قادة العالم، بينما يوفر سوق تامو كيانغيه على طول نهر بروناي لمحة من الحياة اليومية مع الوجبات الخفيفة المحلية والفواكه الاستوائية والحرف اليدوية. يجب زيارة كامبونغ آير، القرية المائية التاريخية المعروفة باسم “البندقية الشرقية”، حيث لا يزال الآلاف يعيشون في بيوت خشبية على ركائز متصلة بممرات خشبية ويتم استكشافها بالتاكسي المائي.
يأتي المسافرون إلى هنا للهدوء والثراء الثقافي والعمارة الإسلامية بدلاً من الحياة الليلية أو الحشود. أفضل وقت للزيارة هو من ديسمبر إلى فبراير، عندما يكون الطقس أكثر برودة وأقل رطوبة. تقع BSB على بعد 15 دقيقة فقط بالسيارة من مطار بروناي الدولي، مع رحلات مباشرة من سنغافورة وكوالالمبور ومانيلا ومراكز آسيوية أخرى. المدينة صغيرة وسهلة التنقل بالتاكسي أو سيراً على الأقدام أو بالقارب، مما يجعلها محطة مجزية لأولئك الذين يبحثون عن التاريخ والروحانية ووتيرة أبطأ في قلب بروناي.
كامبونغ آير
كامبونغ آير، المنتشرة عبر نهر بروناي في بندر سري بكاوان، هي أكبر مستوطنة على ركائز في العالم، مع أكثر من 40 قرية مترابطة مرتبطة بممرات ومجسرات خشبية. لا يزال حوالي 30,000 شخص يعيشون هنا، في منازل مبنية فوق الماء إلى جانب المساجد والمدارس والمحلات الصغيرة. أفضل مكان للبدء هو معرض كامبونغ آير الثقافي والسياحي، الذي يقدم تاريخ المستوطنة ودورها في تطوير بروناي. من هناك، يمكن للتاكسيات المائية أن تأخذك أعمق في متاهة القنوات، حيث يرى الزوار كلاً من البيوت الخشبية التقليدية والبيوت الخرسانية الحديثة، مما يعكس كيف تكيفت المجتمع مع الحياة العصرية.
يزور المسافرون كامبونغ آير لتجربة موقع تراثي حي وليس متحفاً محفوظاً. الأجواء أكثر جمالاً في الصباح، عندما تكون الأسواق والمدارس مزدحمة، أو عند غروب الشمس، عندما تضيء المساجد على طول النهر. يقع عبر النهر من مركز مدينة بندر سري بكاوان، ويمكن الوصول إليه في 5 دقائق بالتاكسي المائي من الرصيف المركزي، بتكلفة حوالي 1-2 دولار أمريكي. للحصول على أفضل تجربة، خطط لـ 2-3 ساعات للمشي على الممرات الخشبية وزيارة المعرض والقيام برحلة بالقارب – فرصة لرؤية لماذا كانت هذه “المدينة على الماء” محورية لهوية بروناي لأكثر من ألف عام.
أفضل المعالم الطبيعية في بروناي
حديقة أولو تيمبورونغ الوطنية
حديقة أولو تيمبورونغ الوطنية، التي تُسمى غالباً “الجوهرة الخضراء لبروناي”، تحمي أكثر من 50,000 هكتار من الغابات المطيرة البكر في بورنيو في منطقة تيمبورونغ النائية. نظراً لأن الحديقة لا يمكن الوصول إليها إلا بالقارب على طول الأنهار المتعرجة، فهي تبقى واحدة من أقل الغابات المضطربة في جنوب شرق آسيا. النقطة المميزة هي ممشى المظلة، سلسلة من الأبراج الفولاذية التي ترتفع فوق قمم الأشجار، حيث يكشف شروق الشمس عن غابة مطيرة لا نهائية تمتد إلى الأفق. يمكن للزوار أيضاً التنزه في مسارات الغابة والذهاب في رحلات التزلج النهري ومراقبة طيور الهورنبيل والجيبون والحشرات النادرة.
يأتي المسافرون هنا لتجربة الطبيعة البكر ونموذج بروناي الرائد للسياحة البيئية. أفضل وقت لزيارة الحديقة هو بين فبراير وأبريل، عندما تكون السماء أكثر صفاء لكن الأمطار لا تزال تحافظ على خضرة الغابة. تنطلق الجولات من بندر سري بكاوان بقارب سريع إلى بانغار، متبوعة بنقل بالقوارب الطويلة صعوداً في النهر إلى الحديقة (حوالي 2-3 ساعات في المجموع). الإقامة الليلية في قرية سومبيلينغ البيئية أو منتجع أولو أولو تسمح بالاستكشاف الأعمق والمشي الليلي والوجبات التقليدية بجانب النهر، مما يجعل أولو تيمبورونغ فرصة نادرة لتجربة البرية البورنية الأصيلة.

حديقة تاسيك لاما الترفيهية
حديقة تاسيك لاما الترفيهية، على بعد دقائق من وسط بندر سري بكاوان، هي مهرب شائع للسكان المحليين والمسافرين على حد سواء. تتميز الحديقة بمسارات غابية متنوعة الصعوبة، من مسارات مرصوفة سهلة إلى طرق غابة أكثر انحداراً تؤدي إلى نقطة مراقبة بانورامية على المدينة. على طول الطريق، يصادف الزوار شلالاً صغيراً وجداول ومناطق نزهة مظللة، بينما يمكن لمراقبي الطيور رصد أنواع مثل البلبل والرفراف وحتى الهورنبيل في الصباح الباكر.
إنه مكان رائع لتجربة الغابة المطيرة في بروناي دون مغادرة العاصمة، سواء للمشي القصير أو الجري أو مراقبة الحياة البرية بشكل غير رسمي. دخول الحديقة مجاني ومفتوحة على مدار السنة، لكن أفضل وقت للزيارة هو الصباح الباكر أو بعد الظهر المتأخر لتجنب حرارة منتصف النهار. تقع على بعد حوالي 10 دقائق بالسيارة أو التاكسي من وسط المدينة، تاسيك لاما تجعل نشاط نصف يوم سهل، وتقدم طعماً من طبيعة بورنيو على عتبة بندر سري بكاوان.

محمية غابة بوكيت شهبندر
محمية غابة بوكيت شهبندر، على بعد حوالي 20 دقيقة من بندر سري بكاوان بالقرب من جيرودونغ، هي واحدة من أكثر البقع الخارجية شعبية في بروناي للتنزه والرياضة. تحتوي المحمية على شبكة من تسعة مسارات محددة تتراوح من حلقات قصيرة إلى تسلق حاد عبر التلال المشجرة، مما يجعلها أرض تدريب مفضلة للسكان المحليين. تمر المسارات عبر الغابة المطيرة الكثيفة والتلال والوديان، مع الكثير من الدرجات والمنحدرات التي توفر تمريناً حقيقياً. في النقاط العالية، يكافأ المتنزهون بإطلالات بانورامية على بحر الصين الجنوبي والداخل الأخضر لبروناي.
أفضل وقت للذهاب هو الصباح الباكر أو بعد الظهر المتأخر، عندما يكون الهواء أبرد وتضيء غروب الشمس الساحل. دخول المحمية مجاني ويمكن الوصول إليها بسهولة بالسيارة أو التاكسي من بندر سري بكاوان. يجب على الزوار إحضار الماء والأحذية الجيدة، لأن المسارات قد تكون موحلة بعد المطر. لأولئك الذين يتطلعون إلى دمج اللياقة البدنية مع الطبيعة، تقدم بوكيت شهبندر أكثر المسارات تحدياً بالقرب من العاصمة.

الجواهر المخفية في بروناي
شاطئ سري كينانغان (توتونغ)
شاطئ سري كينانغان، في منطقة توتونغ، هو شريط ساحلي خلاب حيث يلتقي بحر الصين الجنوبي بنهر توتونغ، مفصولين فقط بشريط رملي ضيق. هذا الموقع الفريد يجعله نقطة محلية مفضلة للنزهات والصيد وتصوير غروب الشمس، مع إطلالات نهرية هادئة من جانب وأمواج المحيط المفتوح من الجانب الآخر. الشاطئ طويل وهادئ، مثالي للمشي أو الاسترخاء ببساطة بعيداً عن حدائق العاصمة الأكثر ازدحاماً.
أفضل وقت للزيارة هو في فترة ما بعد الظهر المتأخرة، عندما تغرب الشمس فوق الماء وتنتعش المنطقة بالعائلات وأكشاك الطعام. يقع شاطئ سري كينانغان على بعد ساعة بالسيارة من بندر سري بكاوان، مما يجعله رحلة نصف يوم سهلة بالسيارة أو التاكسي. بينما لا توجد مرافق كبرى عدا المطاعم الصغيرة والملاجئ، فإن موقعه الهادئ ومناظر الواجهة المائية المزدوجة النادرة تجعله واحداً من أكثر الأماكن الساحلية قابلية للتصوير في بروناي.

حديقة مريمبون التراثية
حديقة مريمبون التراثية، في منطقة توتونغ، هي أكبر بحيرة طبيعية في بروناي وحديقة تراثية معينة من الآسيان. محاطة بغابات المستنقعات وأراضي الخث، تخلق المياه المظلمة الغنية بالتانين في تاسيك مريمبون بيئة غامضة مرتبطة بالأساطير المحلية – يقول البعض أن البحيرة مسكونة، بينما يعتقد آخرون أنها تحتوي على أرواح واقية. تتيح الممرات الخشبية وأسطح المراقبة للزوار استكشاف الأراضي الرطبة، التي تؤوي حياة طيور متنوعة بما في ذلك البلشون والعقاب وطائر العاصفة النادر، مما يجعلها موقعاً رئيسياً لتصوير الطبيعة والحياة البرية.
أفضل وقت للزيارة هو نوفمبر-مارس، عندما تكون الطيور المهاجرة موجودة وتكون البحيرة في أكثر حالاتها جواً. تقع على بعد حوالي ساعة ونصف بالسيارة من بندر سري بكاوان، مريمبون يُستكشف بشكل أفضل كرحلة يوم، مع مرافق أساسية مثل الملاجئ ومناطق النزهة متاحة. يأتي المسافرون هنا لمزيجها من الجمال الطبيعي والفولكلور، مما يقدم جانباً أكثر هدوءاً وغموضاً من بروناي بعيداً عن العاصمة.
بيوت لابي الطويلة (بيلايت)
لابي، في منطقة بيلايت، هي واحدة من الأماكن القليلة في بروناي حيث يمكن للزوار تجربة نمط الحياة التقليدي لشعب الإيبان، المعروفين ببيوتهم الطويلة المجتمعية. غالباً ما يتم الترحيب بالضيوف لرؤية كيف تعيش عائلات متعددة تحت سقف واحد، تتشارك الشرفات والمطابخ والطقوس. تعرض العديد من البيوت الطويلة الحرف التقليدية ونحت الخشب والنسيج، وقد تتم دعوة الزوار لتذوق الأطباق المحلية أو الانضمام في العروض الثقافية. في الجوار، تتميز المنطقة أيضاً ببراكين الطين، تكوينات جيولوجية فقاعية مرتبطة بالأساطير المحلية، ومسارات غابية تؤدي إلى شلالات وموائل الحياة البرية.
شلال تاسيك مرادون
شلال تاسيك مرادون، مخفي في الغابة على بعد حوالي 30 دقيقة من بندر سري بكاوان، هو واحد من المهارب الطبيعية سهلة الوصول في بروناي. رحلة قصيرة عبر مسارات الغابة تؤدي إلى شلال منعزل وبركة طبيعية، مما يجعله مكاناً منعشاً للغطس أو النزهة. تبقى المنطقة غير متطورة، لذا غالباً ما يجدها الزوار هادئة مقارنة بالحدائق الترفيهية في العاصمة.
غابة مانغروف جزيرة سليرونغ
جزيرة سليرونغ، قبالة خليج بروناي، هي محمية غابة مانغروف محمية تغطي أكثر من 2,500 هكتار من النظام البيئي للمستنقعات. لا يمكن الوصول إليها إلا بالقارب من بندر سري بكاوان (حوالي 45 دقيقة)، تقدم مسارات ممرات مرتفعة عبر أشجار المانغروف الكثيفة حيث يمكن للزوار رصد القرود أصحاب الأنف الطويل والمدسكيبرز والورل والحياة الطيرية الغنية. تشرح اللافتات التفسيرية أهمية المانغروف كأراضي تكاثر للأسماك والحماية الساحلية الطبيعية، مما يجعلها تجربة حياة برية وتعليمية.
أفضل وقت للزيارة هو الصباح الباكر أو بعد الظهر المتأخر، عندما تكون القرود والطيور أكثر نشاطاً. عادة ما يتم ترتيب الجولات مع مشغلي القوارب أو المرشدين البيئيين في العاصمة، لأنه لا توجد مرافق في الجزيرة. رحلة نصف يوم تتيح الوقت للمشي على الممرات والاستمتاع بالبيئة الهادئة، مما يجعل سليرونغ رحلة مجزية لعشاق الطبيعة والمصورين المهتمين بالتنوع البيولوجي الساحلي لبروناي.
نصائح السفر
العملة
العملة الرسمية هي الدولار البروناي (BND)، والذي مربوط بمعدل واحد إلى واحد مع الدولار السنغافوري (SGD). كلا العملتين مقبولتان بالتبادل في جميع أنحاء البلاد، مما يجعل المعاملات بسيطة للزوار القادمين من سنغافورة. بطاقات الائتمان مستخدمة على نطاق واسع في الفنادق ومراكز التسوق، لكن من المستحسن حمل بعض النقود للأسواق المحلية والبائعين الصغار.
النقل
نظام النقل في بروناي موثوق لكن محدود في الخيارات. التاكسيات قليلة ومكلفة نسبياً، لذا فإن أكثر الطرق العملية للاستكشاف هي استئجار سيارة. يجب على المسافرين حمل رخصة قيادة دولية إلى جانب رخصتهم المحلية للقيادة بشكل قانوني. لحسن الحظ، الطرق ممتازة والمرور خفيف والقيادة عموماً خالية من الضغط.
في العاصمة، بندر سري بكاوان، التاكسيات المائية هي وسيلة نقل أساسية للوصول إلى كامبونغ آير، القرية الشهيرة على ركائز على نهر بروناي. للمسافات الأطول، السيارات الخاصة هي الطريقة الأكثر كفاءة لاستكشاف مناطق السلطنة ومعالمها.
اللغة والآداب
اللغة الرسمية هي الماليزية، لكن الإنجليزية منتشرة على نطاق واسع، خاصة في السياحة والأعمال والحكومة. يجب على الزوار ارتداء ملابس محافظة، خاصة عند زيارة المناطق الريفية أو المساجد أو أثناء الأحداث الثقافية. لا يُباع الكحول في بروناي، لكن يمكن للزوار غير المسلمين إحضار كمية محدودة للاستخدام الشخصي، وفقاً للوائح المحلية. احترام الطقوس والتقاليد الإسلامية مهم وسيضمن ترحيباً حاراً من السكان المحليين.
Published August 31, 2025 • 8m to read